Thursday, 24 April 2014

أنت وسفينتك إلي أين؟

في كل يوم وزمان ومكان، شخص جديد يصعد علي متن السفينة السارية في مسارها التي لا تقتظ ابدا بالافراد، بل بالافعال؛ حيث تجد كل ركن بها يرتدي زيه الأوحد بين كل اركانها بلونه المميز عن كل زواياها...


وبالرغم من كونها الأضخم من نوعها بين مثيلاتها، إلا انها كغيرها تسير بفس الطرق والمسارات، لذا ولاول مرة تسير في طريقك الجديد علي متنها قد تجده طويلا مملا ملئ بالاحزان، ولكن بعد اعتياده تجدك بطريق جيد ابعد لتجده طويلا مملا ملئ بالاحزن...


لأنك اخترت ركن لا يفترض عليك التواجد به، ولبست لون الزاوية الغير مسموح لك التواجد فيها، لذا لن تجد من يشبهَك أو يهوَن عليك طريقك، ولذا قد تجد الطريق طويلا مملا ملئ بالاحزن...


وان كنت قد اخترت الاختيار الصحيح، فقد تمر بنفس الطريق المعتاد الاف مألفة ولاتلتفت الي الوقت الذي يمضي ولا المسافة التي قطعتها، ولكن لمرة تعجز عن الاعتيادية لتري الواقع وتصدم به...


وعلي الرغم من معرفتك بها وباركانها وزاوياها والوانها بعد فترة ليست هي بالقصيرة قضتها علي متنها، الا انك لن تصل إلي الاختيار الامثل مطلقا، فهذا هو سرها الذي لم ولن يصل اليه احدا من افرادها...


ولكل شىء نهاية، وتأتي لحظة النهاية، نهاية فترتك علي متن السفينة السارية في مسارها التي لا تقف لأحد وليس لها عزيز، لحظة الفراق، فراق الذكريات التي قضيتها في الركن الذي حددته لنفسك...


وبدون سابق انذا، وفي موعد غير معلوم، وبين لحظة وضحاها، تجد نفسك متشبث باللوح الخشبي المتبقي من السفينة التي تظن انها غارقة علي امل وصول مركب النجاة بالرغم من يقينك انه لن يأتي ابدا!!!