هو ... بريئ ... هادئ ... ذكي...
هي ... مرحة... منطلقة ... مندفعة...
أجتماعا ... تقابلا... التقيا...
أنهما لا يزلا في الخامسة عشر من عمرهما...
بهرتبه بجمالها وذكائها علي حد وصفه لها...
ثم فرقتهما الايام...
وعاد الزمان بالرغم من استحالة رجوعه...
ولا دخل لهما في اللقاء...
فهما لعبة القدر من جديد...
انهما شابان ناضجان يعلمان ما يردان...
يدركان اهمية وجودهما معا...
ويتعهدان الا يبقيان لعبة للقدر مرة اخري...
وتمر الايام الجميلة كالثواني...
ولا يبقي بداخلهما سوا نشوة لقاء امس...
وانتظار الموعد المترقف غدا...
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن...
حين علم بالامر، بدء بالضجر والتكلم بانزعاج يردد كلمات لم تعتاد علي سماعها منه...
بدء بالاسئلة المعتادة؛ من هو، وكيف عرفته، ولماذا، واين، وكيف...
هل يعلم ماذا تحبين في المأكل، هل يدري ماذا تفضلين في المشرب، ماذا تقرأين، ما هو ذوقك في الاغاني والقصائد والاشعار؟!!
وكأنها المرة الاولي التي يعترف لها بحبها الدفين في قلبه لسنوات عدة...
ولم تكن ذلك هي صدمتها، فانها كانت تدري بما يجول في خاطره من اتجاهها، وانتابها الهدوء وبدورها سألته سؤلا واحدا، وهل تعرف انت اجابة اسئلتك تلك؟!!
هنا كانت الصدمة حين اعطها اجابات نموذجية كانه طالب ثانوي لا ينوي الالتحاق باي كلية اخري خلاف الطب!!
ولكن ما اسرع والحق باجوبته مشكلته التي ابعدته لفترة ليس بوجيزة، انه تورطت بعلاقة بغيرها، وقد علم اهلها وانه عليه الزواج بتلك الاخري...
وهنا تحول الحديث الذي كان يدور حول الشخص الذي ان يريد ان يتزوج حبيبته، الي الحديث عن الفتاة التي تورط معها، وكان عليها الرد بعقلانية كما اعتاد منها في بعض الاحيان...
قررت ان تتخلا عن حبها الجنوني له، وتقلع عن اي محاولة لاسترداده، واستسلمت للقدر مجددا...
صعبٌ هو ذلك الاحساس حينما تحاول ان تنتزع جزء من داخلك لتخرجه لغيرك الذي لا تعرفه، وتتركك معه
حينئذ يعجر العقل عن التفكير، ويشل اللسان عن النطق، وتزهد الكلمات عن التلفظ بها...